الثورة كلمة واسعة تحمل معاني كثيرة لا يمكن حصرها، فالثورة لم تكن سياسية وعسكرية فقط بل كانت ثورة اجتماعية واقتصادية بل وحتى كانت ثورة على معتقداتنا وتوجهاتنا الخاطئة إن صح التعبير، فأحلامي لم تكن تتعدى قبل الثورة كونها أحلاما دنيئة متواضعة تتعلق بأمور مادية محسوسة….
مع دخولي الثورة السورية وبعد أن شاركت فيها وعركتني الحياة وشاهدت مآسي السوريين تغيرت نظرتي للحياة فأصبحت أشمل وأدق، بعد أن أدركت أنه يتوجب علي أن أكون عنصرا فاعلا في مجتمعي، أسعى لتغيير الحياة من حولي نحو الأفضل….
مع بداية عام 2014 عندما كنت في غوطة دمشق بدأت ملامح الطريق تتضح أمامي وبدأت أكون أحلامي الواقعية التي ولدت لأجلها لا لأجل تفاهات فارغة، في تلك السنة رسمت لنفسي خطا عريضا يجب أن أبقى ضمنه وهو أن أبقى حاملا لسلاحي حتى تحقيق أحلامي فهو السبيل الوحيد لذلك ومن دونه ستتحول أحلامي لرماد وأطلال سأبقى أبكي عليها ألما وحزنا….
كان حلمي الأول تحرير قريتي الصغيرة بريف دمشق الغربي من الميليشيات الطائفية التي اغتصبت جميع ذكريات الطفولة واعتدت على أرضٍ طالما كانت منبت أحلامي، ولأحقق ذلك لا بد من حلم آخر لطالما كان يراودني وإن كنت أشعر أنه غريب نوعا ما وهو توحيد التشكيلات العسكرية الثورية جميعها تحت مظلة واحدة وقيادة واحدة لتكون شوكة وسببا في تحرير التراب السوري أجمع….
أما الحلم الأهم الذي ما زلت أمني نفسي به هو تحرير سوريا من جميع الغزاة والمستبدين وبنائها من جديد، في الحقيقة أرى تشابكا بين أحلامي الثلاثة فإن تحقق البعض سيتحقق الآخر، فأخذت عهدا على نفسي ألا أدخر جهدا في تحقيق ذلك وإن كنت أشعر بالضعف في بعض الأوقات، إلا أن عظم العاقبة يمدني بالقوة والأمل وإني أرى ذلك قريبا إن شاء الله.