تتمتع الثورة السورية بعنفوانها وزخمها، فرغم حجم التضحيات الهائلة التي بذلها السوريون السوري ما زالوا متمسكين بسلاحهم بالشمال، وفي الجنوب حتى ما تزال المظاهرات قائمة حيث سيطرة ميليشيا أسد التي لم تعد تجدي في إسكات الحناجر المطالبة بالحرية، والتي تتابع مسيرتها لأسباب عديدة.
نصف الثورة يعني الموت
وثقت شبكات حقوق الإنسان وشخصيات قانونية العديد من حالات الاعتقال التعسفي، والقتل العمد بحق ممن خدع بما يسمى المصالحات التي أطلقتها ميليشيا أسد، بهدف تصيد المعارضين لها، إذ سجلت عشرات حالات الاعتقال والاغتيال لمن عادوا لقراهم ومدنهم بعد أن أجروا ما يسمى بالتسوية، والبعض الآخر تم زجه على جبهات القتال.
الأمر الذي جعل السوريين يفقدون أي شكل من أشكال الثقة بميليشيا أسد، وعدم ضمان أي حل سياسي أو تفاوضي، والاعتقاد الجازم بأن لا حل مع هذه العصابة سوى متابعة الثورة حتى إسقاط الأسد وتحرير البلاد، وهذا ما يفسر فشل دعاية الميليشيا عن المصالحة وعدم نجاحها.
الحل العسكري خيار الشعب السوري
خرجت المظاهرات الحاشدة في عموم المناطق المحررة، في العديد من المناسبات وذلك لتعبر عن رفضها لأي حل سياسي يعيد هيكلة ميليشيا أسد، ويعيد إنتاجها من جديد، كما أكدت على التمسك بسلاح الثورة الضامن الوحيد لأمن السوريين وخاصة المهجرين إلى الشمال المحرر، ودعم هذا التيار العمليات النوعية الأخيرة التي يرى فيها أهالي المحرر السبيل الوحيد لردع اعتداءات ميليشيا أسد على الشمال المحرر.
توسع الثورة والوضع المزري
بعد انتفاضة أهالي السويداء وتوسع رقعة المظاهرات المنادية بإسقاط بشار وطرد المحتلين، زاد الإصرار على المضي بالثورة حتى تحقيق النصر، خاصة مع الوضع المعيشي المزري الذي وصلت إليه مناطق سيطرة ميليشيا أسد، إذ يعاني الأهالي من فقدان الكثير من المواد الأساسية والغلاء الفاحش وضعف دخل الفرد بصورة كبيرة، كل ذلك وأكثر دفع الشعب السوري هناك إلى الإصرار على إكمال الثورة فهو يرى أن ميليشيا أسد غير قادرة أبدا على بناء دولة أو حتى تأمين مقومات الحياة،خاصة بعد رهن البلاد للمحتلين الإيراني والروسي.
كما أن السوريين أدركوا أن ميليشيا أسد لا يمكن الوثوق بها بأمن البلاد، وتهاونها بالبلاد وتفريطها بها، حتى بدأت الأصوات المعارضة لسياسة الأسد تتعالى من وسط الموالين الذين يرون أن البلاد تتجه نحو الهاوية بعد أن قدمها الأسد على طبق من ذهب للمحتل.
ويرى مراقبون عسكريون أن المعركة القادمة ستكون حاسمة لصالح الفصائل الثورية بإذن الله، في ظل انشغال الروس بالمستنقع الأوكراني، بالإضافة للإصرار الكبير الذي يتمتع بها الثائرون والذين نجحوا بالاستمرار بالثورة لأكثر من عقد رغم جميع التحديات التي واجهت السوريين.