بعث انهيار الاقتصاد السوري بإشارات واضحة عن حجم الخسائر التي تعرضت لها عصابات الأسد، بالإضافة إلى تراجع قوتها العسكرية وقبضتها الأمنية بنسبة كبيرة، وذلك كله بسبب أمور عديدة، منها سيطرة حليفيها الروسي والإيراني على مفاصل الدولة العسكرية والأمنية والاقتصادية، والتراجع المستمر في سعر عملتها المحلية “الليرة السورية”، التي بلغ سعر صرفها أمام الدولار الأمريكي الواحد 13700 ليرة سورية.
السطوة الأمريكية على النفط السوري
بعد أن فقدت عصابات الأسد السيطرة على آبار النفط في شرقي سوريا، لصالح الأمريكي، والتي تعد المصدر الرئيس للقطع الأجنبي، تقلصت قدرتها على تمويل عجلة الإنتاج، ناهيك عن المقاطعة الغربية المستمرة، والإنفاق العسكري للعصابات، والذي أرهق خزينة الدولة السورية، بالإضافة إلى الفساد وسيطرة الأجهزة الأمنية على مفاصل الدولة، الأمر الذي يمنع أي محاولة لإعادة النهوض بالاقتصاد نحو تحقيق معدلات تنمية أو حتّى استقرار اقتصادي في مناطق العصابة.
بيع عصابات الأسد معظم مقدّرات البلاد
قدّم الأسدُ معظم المرافق الحيوية من موانئ وحقول غاز وفوسفات لشركات روسية وإيرانية كنوع من سداد الدين لقاء دعمِه سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، فها هي عصاباته رهنت مطارِ دمشق الدولي لأعوامٍ طويلةٍ، وذلك من خلالِ منحِ إحدى الشركاتِ الخاصةِ التي لم يُعلنْ عنها، امتيازًا لإدارةِ المطارِ مقابلَ نسبةٍ مرتفعةٍ من عائداتِه، كما أعطت الإيرانيين 5500 هكتار من الأراضي الزراعية، على شكل إيجار يخصم من الديون الإيرانية على العصابة إزاء الدعم العسكري لها في قتالها ضد الشعب السوري.
بدء عصابات الأسد بخصخصة القطاع الحكومي
تفكك عصابات الأسد مفاصل الاقتصاد السوري الحسّاسة شيئاً فشيئاً، فقد طرحت عشرات الشركات من القطاع الصناعي الحكومي العام للتشاركية أو البيع للقطاع الخاص، وتحويلها إلى ممتلكات فردية، بحجة أنها خاسرة ومتوقفة بسبب الحرب، في خطوة يقول عنها خبراء اقتصاديون: إنها بداية لخصخصةِ مؤسسات الدولة، مضيفين أن هذه الخطوة تزيد التأكيد على إفلاس عصابات الأسد وعجزها عن إعادة تأهيل المواقع الإنتاجية، سواءً وفق تخصصها السابق أو اختيار مجالات جديدة ومناسبة للاقتصاد السوري.
الفلتان الأمني والفوضى يخيمان على مناطق سيطرة الأسد
لا يخفى على أحدٍ تحول مناطقِ عصابات الأسد إلى أكبرِ مُستنقعٍ للفسادِ والجريمةِ في العالم، فبسببِ فسادِ تلك العصاباتِ، انتشرت الفَوضى والفلتانُ الأمنيُّ وعملياتُ الاغتيالِ، وأضحتِ المَناطقُ التي تُسيطرُ عليها، مرتعاً لإنتاجِ المخدِّرات وتصديرها إلى دول العالم،
مواقع عصابات الأسد في جبهات القتال أوهن من بيت العنكبوب
شهدت الثورة السورية في عامها الثاني عشر تزايدا ملحوظا في العمليات الانغماسية التي نفذتها فصائل الفتح المبين، وما ميز تلك العمليات، هو الزخم الكبير في عددها وتكرارها، وظهور هشاشة نقاط العصابات ومواقعها على الجبهات، أضف إلى ذلك العمق الاستراتيجي إذ استطاع الثائرون أن يضربوا عقر دار العدو في القرداحة وجورين وجبل طوروس والنقاط الخلفية على أطراف جبل الزاوية وريف حلب الغربي، مخلفين عشرات القتلى بالإضافة إلى تلرعب والانهزامية التي انتابت العصابات ومواليها.
رغم كل ما مرَّ بهم من النكَبات والمآسي وتآمر القاصي والداني عليهم، يرى السوريون أن السنوات العجاف التي مرَّت علمتهم دروساً كثيرة في جميع مجالات الحياة، في الاقتصاد والحرب والسياسة وقراءة التاريخ القريب والبعيد، وبناء على كل تلك المعطيات، يعلم السوريون أنهم باتوا أقرب من أي وقت مضى إلى النصر على الطغاة، وأن سقوط الأسد المجرم وزبانيته أصبح قاب قوسين أو أدنى.