حاولت عصابات الأسد والقوى الداعمة له حسم المعركة لصالحهم منذ بدايات الثورة عبر استخدام القوة المفرطة وارتكاب الجرائم، والحرب الإعلامية القائمة على الكذب.
الاستعانة بالقوى الخارجية
استغاث الأسد بالمرتزقة الأجانب بغية مجابهة الثورة الشعبية، واستهل ذلك بميليشيا حزب الله، الذي زج بكل قوته في المعركة وخاصة في محافظة حمص الأمر الذي أدى إلى تراجع الثورة وانحسارها عن بعض المناطق في البداية، لكنها سرعان ما استوعبت ذلك وأعادت الكرة مرة أخرى عبر عمليات تحرير واسعة عام 2013، ما اضطر الأسد للاستعانة بالمحتل الإيراني وميليشياته الطائفية التي نشطت في المناطق الشرقية والشمالية من سورياخاصة.
التدخل الروسي طوق النجاة
كان التدخل الروسي طوق النجاة بالنسبة لعصابات الأسد التي أوشكت حينها على السقوط، إلا أن دخول المحتل الروسي خريف عام 2015 رجح كفة العصابات، خاصة بعد استخدامه سياسة الأرض المحروقة وارتكابه جرائم حرب ضد السوريين، ما أدى إلى انحسار الثورة عن مناطق شاسعة من سوريا.
الانفصاليون خنجر مسموم في خاصرة الثورة
تشكلت عدة ميليشيات عسكرية انفصالية ممولة من الخارج في محافظات الرقة والحسكة ودير الزور، كـ pkk و ypg وغيرها والتي تعرف اليوم بميليشيا قسد، وعملت على محاربة الثورة السورية بذريعة محاربة الإرهاب، إلا أنها كانت تنفذ مشروعا انفصاليا، وأدى نشاطها إلى مزيد من تقلص مناطق الثورة.
الحملة الأخيرة وإعلان الأسد انتصاره
شن المحتلان الروسي والإيراني بالإضافة إلى عصابات الأسد حملة عسكرية عنيفة على المناطق المحررة في محافظات إدلب وحماة وحلب بداية عام 2019، فقدت القوات المهاجمة الكثير من زخمها خلال المعركة، بل استطاعت الفصائل الثورية انتزاع زمام المبادرة في كثير من الأحيان كمعركة تل ملح والجبين وتحرير سراقب، لكن المعركة انتهت بخسارة الفصائل مناطق في ريف حماة الشمالي وأجزاء من ريف إدلب الجنوبي وريف حلب الغربي بسبب سياسة الأرض المحروقة وتعمد استهداف المناطق المأهولة بشكل مباشر مما شكل عبئا إضافيا على الثائرين فسلامة الأهالي كانت مقدمة على الاحتفاظ بالقرى والمدن، لتعلن بعدها عصابات الأسد الانتصار والقضاء على الثورة وأن المعركة حسمت، حسب زعمها.
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت
بعد هدوء نسبي طويل في السنوات الأخيرة، كانت الفصائل الثورية تستعد لجولة جديدة ضد المحتلين، فشنت غرفة عمليات الفتح المبين عدة عمليات نوعية على مختلف الجبهات ردا على القصف المتكرر للمناطق المحررة، لتكتشف الفصائل الثورية هشاشة العصابات وضعفها، مع تنامي القدرات العسكرية للثائرين، كما اشتعلت المظاهرات مجددا في محافظات درعا والسويداء وأجزاء من العاصمة دمشق، ناهيك عن تململ الحاضنة الشعبية للأسد في الساحل السوري والدعوة للتظاهر ضد الأسرة المستبدة.
بالتزامن مع انتفاضة العشائر العربية في المناطق الشرقية ضد الميليشيات الانفصالية.
أيام قليلة أعادت الأمل للثورة السورية وبثت فيها الحياة من جديد فكأننا في عامها الأول، فاليوم تشهد مناطق سيطرة الأسد غليانا شعبيا بات يتحرك ويحشد طاقاته، يقابله نشاط عسكري للعشائر العربية وجاهزية تعبوية للفصائل في الشمال، وانفضاض الحاضنة عن الأسد، كل ذلك يقابله تفكك لعصابات الأسد وتشرذمها وتعدد الولاءات، وخسارتها في قيادة الثورة المضادة وعودتها لمقعدها العربي والإقيلمي، فبعد اثني عشر سنة من الجرائم والقتل والتدمير والاستعانة بالقاصي والداني يجد الأسد نفسه أقرب إلى السقوط من أي وقت مضى، بينما يجد الثوار أتفسهم أقرب ما يكونون إلى النصر ودحر الغزاة والمحتلين.