سعت بعض الدول العربية في السنوات القليلة الماضية إلى إعادة المجرم الأسد للواجهة بعد القطيعة الواسعة التي تعرض لها إثر شنه حربا ضروسا على الشعب السوري لإخماد الثورة السورية المباركة.
التطبيع سبيل لإعادة الشرعية
حاولت بعض الدول العربية وعلى رأسها الإمارات إعادة الشرعية المفقودة لبشار الأسد، مخالفة بذلك المواقف التي اتخذتها بعد ارتكاب الأسد جرائم حرب بحق الشعب السوري، وبادرت الإمارات بذلك عندما أعادت فتح سفارتها في وقت مبكر مقارنة بغيرها من الدول العربية وذلك عام 2018 تبعها في ذلك تونس وعمان والأردن والسودان والبحرين وموريتانيا والجزائر والعراق ومصر…
عودة الأسد إلى الجامعة العربية إجهاض للثورة
بعد 12 عاما من اندلاع الثورة السورية وإثبات ضلوع الأسد وأقبيته الأمنية بارتكاب مجازر طائفية بحق الشعب السوري وبشكل موثق كما أظهرت صور قيصر ومجزرة التضامن، عادت الجامعة العربية إلى نقطة الصفر عندما دعت الأسد إلى الجامعة العربية، فحضر قمة الرياض في أيار الماضي من العام الجاري، واعترفت فيه عدة دول رئيسا لسوريا بعد فقدانه الشرعية ومطالبة الشعب السوري بمقاضاته، الأمر الذي حمل كثيرا من الحقوقيين والنشطاء السوريين إلى وصف تلك المهزلة بأنها محاولة لإجهاض للثورة السورية، وسحب البساط من تحت أرجل الثائرين.
التطبيع العربي حصان الهروب من المحاكمة
ارتمت عصابات الأسد في “أحضان بعض العرب” هربا من المحاكمات الدولية التي ربما تلاحق بعض قادتها، ولانتشال زعيمها من العقوبات الدولية الاقتصادية وكسر العزلة السياسية المفروضة عليه.
فجوبهت المساعي العربية بمواقف غربية تطالب بمحاكمة الأسد على طاولة العمل، حيث قامت كل من كندا وهولندا بتقديم طلب في شهر حزيران الفائت لمحكمة العدل الدولية لمحاسبة الأسد على ارتكابه جرائم حرب واستخدام أسلحة محرمة دوليا منها السلاح الكيماوي، بالإضافة لنجاح ألمانيا بمحاكمة عدد ممن ثبت ضلوعهم في المجازر في سوريا، آخرهم كان أحد منفذي مجزرة التضامن.
موقف السوريين من التطبيع العربي
رفض السوريون التطبيع العربي مع عصابات الأسد، وخرجت المظاهرات في عموم المناطق المحررة وفي بلاد المهجر عبروا فيها عن رفضهم إعادة الشرعية لزعيم عصابات الكبتاغون وشددوا على ضرورة محاسبته، كما رفضوا العودة لسوريا ما دام الأسد موجودا في السلطة.
من جهتها رفضت الفصائل المقاتلة أي تطبيع مع العدو الأول للشعب السوري وأكدت على استمرار الثورة المسلحة.
عمليات نوعية وإعداد مستمر
استمرت العمليات النوعية على جبهات الشمال المحرر كرد طبيعي على استمرار الاحتلال الروسي وعصابات الأسد بالاعتداء على السوريين، والتي تنافي المطالب العربية المتمثلة بوقف الاعتقال والإفراج عن المعتقلين ووقف القصف الممنهج على السوريين.
واستطاعت الفصائل الثورية ضرب مناطق إستراتيجية وحساسة كغرفة العمليات في قمة النبي يونس بريف اللاذقية، كما تستمر المعسكرات التابعة للفصائل الثورية بتخريج الدورات المتلاحقة استعدادا للمعركة القادمة.
التجهيزات جاءت كرفض عملي لأي تصالح مع العصابات، كما جاءت رفضا للتطبيع العربي الذي يحاول نزع الشرعية عن الثورة المسلحة وإيجاد حلول التفافية لا تصب في مصلحة الشعب السوري، في حين أكدت الفصائل الثورية أن الضمان الوحيد للثورة السورية هو سلاحها وترفض أي نوع من التفاوض مع العصابات.
هذا وجوبه التطبيع العربي برفض واسع سياسيا وعسكريا من الداخل السوري، كما لم يرحب به دوليا مما أدى إلى توقفه خاصة مع تمسك الأسد بالاحتلال الإيراني ورفض إخراجه من دمشق، الأمر الذي أدى إلى تراجع المملكة السعودية عن فتح سفارتها في سوريا بعد تحمس كبير إبان قمة الرياض.