اعتدت عصابات الأسد على المتظاهرين السلميين فقتلت العديد منهم وجرحت آخرين وزجت بالمئات في غياهب المعتقلات الأمر الذي اضطر الشباب إلى حمل السلاح، والاشتباك مع المعتدين، ولم يكن الثوار يملكون حينئذ سوى بواريد الكلاشنكوف وبنادق الصيد وبعض القنابل اليدوية، وبعد أشهر على التصعيد العسكري من عصابات الأسد المجرم بدأ الثوار باستهداف حواجزها وأرتالها ومفارزها الأمنية.
– التقدم بالتقنيات لدى العدو وضرورة تطوير الثوار إمكاناتهم
سرعان ما وجدت عصابات الأسد نفسها في مأزق بعد أن منيت بخسائر بشرية ومادية فادحة فراحت تستخدم أسلحة ومعدات حديثة وتقنيات متطورة منها الطيران الحربي والمروحي وطائرات الاستطلاع ودبابات وعربات ومدافع وأجهزة تشويش واختراق وأجهزة تواصل حديث، ما وضع الثوار أمام تحد كبير واستحقاق عسكري في تطوير إمكاناتهم في جوانب عديدة سواء الإيماني أو التكتيكي أو المهاري أو الإعداد البدني والعسكري فحققوا خلال مدة وجيزة نقلة نوعية استطاعت إيقاف هجمات العصابة وداعميها، وكانت أهم دعائم هذه النقلة هي توسيع معسكرات التدريب، وتشغيل أسلحة نوعية تم اغتنامها من عصابات الأسد، ورفع المستوى الإيماني لدى الجند.
– الحملة الماضية والتجربة المريرية
عانت الفصائل الثورية خلال الحملة الأخيرة على الشمال المحرر بسبب استخدام المحتل الروسي أسلحة جديدة منها طائرات الاستطلاع المتطورة والأسلحة الليلية واعتماده تكتيكات غير مسبوقة كالهجوم الليلي والالتفافات والضرب بالخاصرة، بالتزامن مع اتباع سياسة الأرض المحروقة واستغلال ضعف التحصين ببعض الثغرات، ما دفع الثوار لتطوير أدائهم وسد الثغرات ووضع حلول مضادة لتكتيكات العدو بعد خسارة تلك الجولة أمام العصابة.
– الترسانة الروسية مقابل السلاح البسيط
يمتلك جيش المحتل الروسي -المصنف ثاني أقوى جيش في العالم- ترسانة أسلحة قوية ومتطورة، وقد دفع بجزء منها لسوريا لقتال الشعب السوري، ومما وصل طائرات سوخوي 34 و35 و57، ناهيك عن المدافع ذاتية الدفع والدبابات الحديثة كـ T90 وT72، كما استخدم ولأول مرة مروحيات (مي-8) و(مي-24) و(مي-28 أتس)، و(كا-25 التمساح)، وراجمات صواريخ سميرتش وغيرها، وأجرى أكثر من 14 ألف تجربة لمختلف أنواع السلاح الروسي منذ تدخله العسكري بسوريا في شهر أيلول عام 2015، ليخرج المجرم بوتين متفاخرًا في خطابه السنوي أمام البرلمان الروسي (الدوما) ويقول: «العالم يعرف الآن أسماء كل أسلحتنا الرئيسة بعد عملية سوريا»، أما أسلحة الفصائل الثورية فليست سوي مدافع وهاونات ودبابات طرازها قديم بالإضافة إلى الرشاشات الثقيلة والمتوسطة والأسلحة الخفيفة ومع كل هذا البون الشاسع بينهما فقد وقف المحتل الروسي عاجزا عن القضاء على الثورة بعد أن صرح عند دخوله إلى سوريا بأنه سيقضي على الثورة خلال 6 أشهر.
– العدد لا شيء أمام العقيدة الراسخة
كان لوجود فصائل ثورية ذات خلفية عقائدية أثر كبير في الثبات أمام أعداء الثورة ناهيك عن دور القادة في نشر الوعي في صفوف المجاهدين عبر دورات مكثفة ومتواصلة، فالمقاتل الذي يحمل عقيدة راسخة ويؤمن بالله تعالى وبما أمر به يثبت في أشد المواقف وأحلك الظروف بل ويبتغي القتل في سبيل الله مظانه، وهذا -بلا شك- يفتقده أعداء الثورة الذين يقاتلون من أجل المال والسلطة وغير ذلك من الأمور الدنيوية.
– إعداد متواصل أينعت ثماره
بدأت الفصائل الثورية بعد توقف الحملة الأخيرة بالتدريب والإعداد والتطوير في جميع المجالات وتخريج الدورات في عدة اختصاصات منها الاقتحام الآلي و”PK” والقنص النهاري والليلي وقيادة مجموعات وسياقة الBMB وقيادة الدبابة واكتشاف الألغام وإزالتها والمدفعية والهاون وقيادة المدرعات والمهارات العسكرية والرشاشات الثقيلة والـ “RBG” و”SPG-9″، ليثمر هذا الزرع الطيب ويتكلل هذا المجهود الكبير بنجاح باهر لغرفة عمليات الفتـ ـح المبيـ ـن التي سامت عصابات الأسد وميليشياته سوء العذاب وأفشلت تكتيكاتهم وصدت تسللاتهم وضربتهم في عقر دارهم بعشرات العمليات النوعية وخلف الخطوط علاوة على القصف المستمر لنقاطهم وتجمعاتهم ومقراتهم وقنص المئات من جنودهم ليلا ونهارا، ليثبت للعصابات جسارة عدوها وقوة شكيمته، ما يجعلها تدرك أن زوالها مسألة وقت لا أكثر بإذن الله.