اضطهدت عصابات الأسد الشعب السوري منذ استيلائها على الحكم مطلع سبعينيات القرن الماضي ومارست سياسة التفريق العرقية والطائفية، لتفكيك نسيج الشعب السوري ليسهل عليها تنفيذ مشاريعها الإجرامية.
واستمر إجرام هذه العائلة وعصابتها بعد توريث الحكم من الأب الهالك إلى ابنه الذي تابع سيرة أبيه فدمر المحافظات السورية وقتل وشرد الملايين وجعل سوريا ثكنة للمحتلين والميليشيات الطائفية، وزرع عملاءه العنصريين والانفصاليين.
أضطهاد المكون الكردي
انتهجت عصابات الأسد العنصرية مع الأقليات وخاصة الشعب الكردي وبعض الطوائف الأخرى لكي تزرع في نفوسهم الحقد والكره ضد باقي الشعب السوري الذي عانى أكثر من تلك الطوائف من الاضطهاد والظلم.
سعت العصابة إلى زرع الجهل في المجتمع الكردي وحرمت قسما كبيرا منهم من الجنسية السورية وعندما حاولوا التظاهر والمطالبة بحقوقهم قمعهم الأسد الأب وقتل الكثير منهم، وحول المناطق التي يقطوننها إلى مناطق نائية يسودها الفقر والجوع، بل وبدأ يغذي الحزب الكردي الذي يحمل أفكارا إجرامية ضد الأكراد قبل العرب.
دعم الأسد الأب حزب العمال الكردستاني المسمى “بي كي كي” الذي ارتكب جرائم في سوريا ودول الجوار فآوى المجرم حافظ الأسد المدعو “أوجلان” زعيم هذا الحزب بعد أن كان يدعمه في إجرامه بحق الشعبين الكردي والتركي.
الأسد الابن يرتكب مجزرة بحق الأقلية الكردية في الحسكة
طالب الأكراد السوريون بتحسين ظروفهم المعيشية والأمنية وخرجوا بمظاهرات في مدينة القامشلي في عام 2004، فكان رد العصابة المجرمة شبيه بردها على الشعب في باقي المناطق السورية في ثمانينيات القرن الماضي.
حشدت عصابات الأسد قطعان الأمن التابعة لها وبدأت تقمع المظاهرات بكل وحشية فسقط عشرات القتلى ومئات الجرحى من المتظاهرين واعتقل الآلاف، وحاولت العصابة أن تلعب على وتر العنصرية وتزج القبائل العربية في قمع ثورة الأكراد لكن الوعي العربي عند القبائل كان أكبر من مخططات هذه العصابة، فتجنبت بغالبيتها الوقوف مع الظالم.
انطلاق الثورة السورية عام 2011 ومشاركة أطياف الشعب السوري كافة فيها
انطلقت الثورة السورية وخرجت المظاهرات السلمية في المحافظات السورية كافة من القامشلي شرقا إلى اللاذقية وبانياس غربا، ومن درعا جنوبا إلى حلب شمالا، وبدأ الأسد المجرم يقمع المتظاهرين فلم يخل يوم تخرج فيه المظاهرات من عشرات القتلى ومئات المعتقلين، وجند الكثير من المجرمين بعد أن أطلقهم من سجونه لقمع الثورة وزرع الفتن بين مكونات الشعب السوري.
وشرعت مخابرات الأسد المجرم في عمليات الاغتيال لتعزيز النزعة الطائفية والعنصرية، في عدة مناطق حتى في الطائفة” العلوية” التي ينتمي إليها وعززت عبر إعلامه المخادع كذبة المجموعات الإرهابية، واصفا بها كل من خرج مطالبا بالحرية من أي مكون كان.
تسهيل ظهور الأحزاب الانفصالية التي شكلت ميليشيات عنصرية وسلحتها
عملت عصابات الأسد جاهدة على إجهاض الثورة السورية فاطلقت يد المجرمين الذين سارعوا إلى ارتكاب الجرائم بالتعاون السري مع العصابة، فشكل المجرمون مجموعات بعدة تسميات منها “الدفاع الوطني” ومنها “حماية الشعب الكردي” وغيرها من التسميات للتفريق بين الشعب الثائر وزرع الفتن في أوساطه.
فظهرت الأحزاب الانفصالية الكردية التي بدأت تثني الشعب الكردي عن ثورته وأجرمت بحق الأكراد والعرب سوية، ما أوجد ردة فعل في المناطق المتعايشة بالمكونيين وظهرت الخلافات العلنية التي دعمتها العصابة.
نجحت العصابة في اللعب على هذا الوتر رغم أنها لم تستطع إخماد ثورة شعب فضل الموت على العيش تحت وطئة جلاديه، فوقعت الجرائم العنصرية المتبادلة في كثير من المناطق السورية التي تقف خلفها مخابرات العصابة، ومن سلحتهم.
ممارسات سياسة الأحزاب الانفصالية المنضوية تحت ميليشيا “قسد” وردود الفعل
مارست ميليشيا قسد جرائم فظيعة بحق الأهالي الذين يقطنون في مناطق سيطرتها فكان لأبناء القبائل العربية النصيب الأكبر من ذلك.
فظهرت بعض ردود الفعل من ممارسات عنصرية من الجانب الآخر، الأمر الذي استنكرته الكيانات الثورية لأن عصابات الأسد سعت إليه منذ مطلع الثورة وكان آخرها مقتل مدنيين كردا في مدينة جنديرس على يد شبان سارعت الجهات الأمنية للقبض عليهم وتقديمهم إلى القضاء.
تجدر الإشارة إلى أن المواقف الثورية والحاسمة وخاصة من قادة المحرر والتي ظهرت ضد هذه الجريمة والمسارعة في حماية المتظاهرين والقبض على المجرمين، تعزز مبادئ الثورة ووحدة الشعب السوري ضد مشاريع الأسد الإجرامية.