لطالما تغنت ميليشيا قسـ ـد بحرية الرأي في مناطقها، ولكن ذلك لم يتجاوز التصريحات أمام وسائل الإعلام
فالسياسة الممنهجة التي تتبعها ميليشيا قسـ ـد لإلحاق الأذى الجسدي والنفسي بالمحتجزين عندها، وترهيب النشطاء والمعارضين السياسيين لها، عن طريق تحويل سجونها إلى مسالخ بشرية لا تختلفُ كثيراً عن سجون عصابات الأسد.
توزع سجون ميليشيا قسـ ـد
وثق تحقيق استقصائي، يوجد 49 سجناً في مناطق سيطرة قسـ ـد شمال شرق سوريا، بينها 38 معتقلاً سرياً، و8 سجون مركزية معلنة و3 سجون تشرف عليها قوات التحالف الدولي.
وبخصوص توزع تلك المعتقلات بيّن التحقيق أنها تتوزع في الرقة ومنبج وعين العرب ودير الزور، وأشهرها وأسوؤها سمعة هو سجن عايد في الطبقة بريف الرقة، وهو من أسوأ سجون الإدارة الذاتية والذي لا يشبهه سوى سجن أبو غزالة الواقع بالطبقة كذلك.
ولفت إلى أن سجن «أبو غزالة» يعد من أسوأ المُعتقلات التابعة لميليشيا قسد سمعة على الإطلاق، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى القيادي الذي يتولى الإشراف عليه ويلقب “أبو غزالة” ويضم السجن نحو 1000 سجين يخضعون لأساليب تعذيب قاسية جداً.
سجون مخصصة للنساء المعتقلات
كما ذكر التحقيق أن في الرقة سجن “الصوامع” الذي يضم قسماً خاصاً بالنساء والذي تجري فيه ممارسات وحشية، وهناك أيضاً سجن “الشبيبة”، وسجن سكة القطار – مكافحة الإرهاب، حيث يتعرّضنَ للتعذيب بين الحين والآخر، على يد شبّانٍ وفتياتٍ من المتطوّعين في صفوف ميليشيا قسـ ـد وغالباً ما يكون التعذيبُ مرتبطاً بجلسات التحقيق.
أساليب التعذيب التي تتبعها ميليشيا قسـ ـد
أساليب التعذيب متنوعة ولا تُحصى، منها التجويع لمدة 15 يوماً، كل يوم يعطى السجين كأس ماء واحد، وهناك الصعق بالكهرباء مع الإخصاء، كما أن هناك طريقة أخرى وهي ربط الموقوف من يده اليُمنى وساقه اليُسرى وتعليقه ورفعه بالسقف لمُدة طويلة، كما ويجمع الموقوفون في وعاء كبير ثم يضربون على أطرافهم الظاهرة بشكل عنيف، ويكون الضرب بأنبوب حديدي مغلف بالمطاط، وهناك أيضا طريقة قاسية هي رفع الموقوف على عوارض حديدية خاصة ويبقى معلقاً في الهواء حتى تتمزق أكتافهُ، والكثير من الأساليب التي تخترعها الميليشيا.
الذريعة التي تستعملها ميليشيا قسـ ـد لتبرير استخدامها لوسائل التعذيب
ونقل التحقيقُ عن الحقوقي “بسام الأحمد” قوله، إنَّ ميليشيا قسـ ـد تبرّر استخدام وسائل التعذيب في سجونها بنزعِ الاعترافات من الموقوفين والمحتجزين، وغياب الرقابة على السجون الأمر الذي يساعدها على استخدام تلك الأساليب، ما يدفع بعض المعتقلين للاعتراف بتهمٍ لم يقوموا بها.
ويصعب حصر انتهاكات ميليشيا قسد بحق المدنيين بمن فيهم الأطفال والنساء في دير الزور والحسكة والرقة وريف حلب، تضيق على الأهالي ومنع لحرية التعبير والحرية الدينية وسجن للأهالي بتهم جاهزة بغية تمكين سيطرتهم.