تعلن السلطات الأردنية عن إحباط محاولة لتهريب أكثر مليون وثلاثمئة حبة كبتاغون مخدرة قادمة من مناطق سيطرة عصابات الأسد في أمر أصبح اعتياديا، فبعد العقوبات الاقتصادية الأمريكية والغربية وعلى رأسها “قيصر” ووقوع ميليشيات الأسد تحت الحصار الدولي، اعتمد الأخير بصفة أكبر على تهريب المخدرات بوصفه شريانا للحياة ويدر عليه مليارات الدولارات ويوفر تمويلا للأسلحة والمقاتلين الذين يستخدمهم في الحرب على السوريين.
85 مليون حبة كبتاغون دفعة واحدة إلى إيطاليا!
في صيف 2020، تمكَّنت عناصر الأمن في ميناء “ساليرنو” الإيطالي من ضبط ثلاث سفن قادمة من ميناء اللاذقية السوري وعلى متنها كمية من مخدر “الكبتاغون” يبلغ وزنها 14 طنا، وتُقدَّر قيمتها بنحو مليار يورو، وتضم نحو 85 مليونا من الأقراص الصغيرة مخفية داخل شحنة من قطع غيار الآلات ولفائف الورق الصناعية.
الأسد زعيم الكبتاغون بلا منازع على النطاق الإقليمي
قال الخبير في شؤون الشرق الأوسط “جان بيير فيليو” -في مقال بصحيفة “لوموند” الفرنسية-: إن بشار الأسد طوّر الإنتاج الصناعي لمخدر الكبتاغون في سوريا، من أجل الالتفاف على العقوبات الدولية وترسيخ شبكات الولاء له، وأصبح ثنيه عن متابعة أو حتى تحجيم مثل هذه التجارة المربحة أمرا غاية في الصعوبة.
وأضاف أن بشار الأسد لم يكتف بالجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والمجازر المنظمة والاغتصاب الممنهج وحملات الإخفاء القسري، وطرد مجموعات سكانية بأكملها، بل أضاف إليها الآن -اقتناعا منه بإفلاته من العقاب- جريمة الإنتاج الضخم والتسويق العدواني للمخدرات، حتى أصبحت الأراضي السورية الخاضعة لسيطرته منطقة الإنتاج الرئيسية للكبتاغون وأصبح زعيم الكبتاغون من غير منازع على النطاق الإقليمي.
بعد عقوبات “قيصر”… بشار الأسد وحزب الله يغرقون الشرق الأوسط بالكبتاغون
في السنوات الأخيرة وخصوصا بعد اشتداد العقوبات الاقتصادية على عصابات الأسد، أُغرِقَت أنحاء الشرق الأوسط، لا سيما دول الخليج العربي، بأقراص الكبتاغون، المعروفة بـ”كوكايين الفقراء”، وضُبِطَت شحنات متتالية من هذا العقار في السعودية والكويت والأردن ومصر قادمة من مناطق سيطرة الأسد وحزب الله في لبنان وسوريا اللذين أصبحا البلدين الأبرز في تصنيع وتصدير المخدرات بالمنطقة، وأشارت الأرقام إلى ضبط أكثر من 250 مليون حبة كبتاغون في العالم عام 2021، وهو رقم يعادل 18 ضِعْفا للكمية التي ضُبطت قبل أربع سنوات فقط.
استثمار خبرة ميليشيا “حزب الله” في تجارة المخدرات
يرى مراقبون أن حزب الله انخرط في تجارة المخدرات مستعينا في ذلك بعلاقاته مع جماعات تعمل بهذه التجارة في سهل البقاع منذ مدة طويلة، كما أقام علاقات أيضا مع عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية، التي تملك روابط اقتصادية قديمة برأس المال اللبناني، حيث شكَّل الطرفان فيما بعد شبكات مُتقنة لتهريب المخدرات وغسيل الأموال، برَّرها الحزب لنفسه “شرعيا” بتمويل عمليات وأهداف أكثر أهمية من الضرر الذي تُحدثه المخدرات.
كما زاد إقبال الحزب على تجارة المخدرات بعد عام 2006 إثر حربه المزعومة مع الاحتلال الإسرائيلي، حيث زودته إيران بالمعدات الصيدلانية اللازمة لتصنيع نسخة مُقلدة من الكبتاغون، ثم انتقل الإنتاج الضخم للمخدرات إلى داخل الأراضي السورية بعد عام 2011، حيث نقل بعض منشآت التصنيع إلى داخل سوريا هربا من الملاحقة القانونية اللبنانية والدولية، مدعوما من عصابات الأسد، وبعد عقوبات “قيصر” بلغ الإنتاج والتهريب للمخدرات ذروته لرفد خزينة الأسد بالعملة الصعبة.
لاشك أن العالم يدفع ثمن تخاذله تجاه المجازر والجرائم التي ارتكبها سفاح الشام بحق السوريين الذين ضاقوا ذرعا بالظلم والذل وألوان العذاب التي كانت تُمارس عليهم، وكذلك الحرص على نظام الأسد وعدم السماح بسقوطه وإطلاق أيادي الروس والإيرانيين في سوريا، مما جعل حظيرة الأسد دولة مجرمة آبقة تذيق العالم الويلات في تصدير المخدرات وتجعل آلاف السوريين مرتزقة في خدمة الروس.