قدم المحتل الإيراني منذ بداية الثورة السورية دعما تقنيا وماليا وعسكريا كبيرا لعصابات الأسد، ودرب عناصرها وأعان رأسها على الظلم والفساد.
بداية القصة السورية الإيرانية
ذكرت مراكز دراسات أن محاولات المحتل الإيراني التغلغل في محافظة حلب بدأت في ثمانينيات القرن الماضي، بتسهيل واضح من المجرم حافظ الأسد، وأشارت إلى أن السفارة الإيرانية في دمشق اعتمدت على عدة شخصيات موالية لطهران، أبرزها أحمد حسون الذي أصبح لاحقاً مفتيا للجمهورية.
تشكيل ميليشيات إيرانية منذ عام 2012
وتوضح المصادر أن ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بدأت في العام 2012 بتشكيل ميليشيات طائفية في مدينة حلب، من مرتزقة من باكستان وأفغانستان إضافة إلى ميليشيات محلية، ومع خروج الفصائل الثورية من أحياء حلب الشرقية في نهاية 2016 وضع المحتل الإيراني يده على هذه الأحياء الفقيرة من خلال ميليشيات محلية، منها “لواء الباقر”، و”حزب الله السوري”.
المحتل الإيراني يحاول السيطرة اقتصاديا وينتقم من كل من لا يتعامل معه
أنشأ المحتل الإيراني الكثير من الشركات للسيطرة على الاقتصاد في محافظة حلب، بينما تقتل الميليشيات كل مدني لا يتعاون معها، وظيفة هذه الشركات شراء العقارات في كل أحياء حلب القديمة والحديثة، وفي الأسواق التاريخية، ونقل ملكيتها إلى شيعة من بلدتي نبل والزهراء، أو إلى إيرانيين منحتهم عصابات الأسد الجنسية السورية.
محاولة كسب حاضنة شعبية عن طريق المساعدات الإنسانية
يحاول الإيرانيين التغلغل وسط الأسر الفقيرة في مدينة حلب من خلال تقديم مساعدات مادية وعينية، ورعاية الأيتام، وهو ما يتيح لهم جر هذه العائلات إلى التشيع ومن ثم الولاء للمحتل الإيراني، كما بدأ منذ 4 سنوات بتربية الأطفال اليتامى في مدينة حلب وفق العقيدة الشيعية المنحرفة، بهدف تكوين جيش من الأيتام السوريين موال له.
التغيير الديمغرافي هدف المحتل الإيراني
انطلقت ماكينة التغيير الديمغرافي في سوريا تطبيقاً لخيار اتخذته عصابات الأسد في إطار تقديره للممكنات في مواجهة الثورة، حيث ارتأت الجهات المسؤولة عن إدارة الأزمة في حينه إفراغ البيئات التي أنتجت الثورة في بدايتها، وخاصة المناطق العشوائية والأرياف، وذلك في إطار خطة تهدف في نهاية الأمر إلى إجهاض الثورة بشكل .
طرق وأساليب تغلغل المحتل الإيراني
ويأتي تغلغل المحتل الإيراني إما عسكرياً عبر فتح باب التطوع لأبناء المناطق، أو دينياً عبر رجال دين يعملون على نشر الثقافة الشيعية، أو عن طريق شراء العقارات، والتي تهدف بشكل أو بآخر إلى إجراء تغيير ديموغرافي، وأصبح الشغل الشاغل لتلك الميليشيات هو السيطرة على المدنيين، من خلال الترغيب أو الترهيب، أو التسلط على الضعفاء، إذ تتعاون مديرية الأوقاف في حلب مع المحتل الإيراني أو وكلائه، حتى باتوا يحددون مواضيع خطب الجمعة في المساجد.
ذرائع واهية لشرعنة وجودها في المدينة
احتفلت شخصيات إيرانية وأخرى من عصابات الأسد بإعادة ما سموها “صخرة النقطة” إلى مكانها في مسجد يحمل اسمها، ويقع في حي الإذاعة بقلب مدينة حلب -بحسب وكالة “مهر” الإيرانية، التي زعمت أن هذه الصخرة اختفت منذ أكثر من ثمانية أعوام إبان سيطرة الجيش السوري الحر على المدينة، ويروّج المحتل الإيراني أن نقطة من دم الحسين بن علي -رضي الله عنه- سقطت على هذه الصخرة التي نُقلت بعد ذلك إلى حلب، مع أن كثيرين يشككون بأصل هذه الرواية.
أحياء نجح المحتل الإيراني بتشيعها ومساجد حولها لحسينيات
قالت مصادر محلية: إن المحتل الإيراني تمكن من تشييع نسبة كبيرة من السكان في 3 أحياء هي القاطرجي والبلّورة والمرجة، ووطّن مقاتليه في الأخير وفي أحياء أخرى كـصلاح الدين والإذاعة وأجزاء من حي الأنصاري الشرقي والزبدية، كما حول عدة مساجد إلى حسينيات، ومن أبرزها مسجد “الحسين” في الأنصاري ومسجد “الحسن والحسين” في حي المرجة ومسجد “البراء” قرب قصر الضيافة.
الجدير ذكره أن المحتل الإيراني ومنذ بداية الثورة المباركة وضع ثقله في محافظة حلب وشكل عدة ميليشيات فيها بهدف إحكام سيطرته عليها، ونجح إلى حد ما في تحقيق أهدافه لكن الأهالي يقاومون خطته ويرفضون تغيير هويتهم السنية.