غير آبهة بمشاعر ملايين السوريين الذين عذبوا أو أصيبوا أو فقدوا أحد ذويهم بسبب عصابات الأسد، وغير مكترثة لنصائح المشايخ والعلماء والنشطاء والحقوقيين الذين نصحوها سرا وعلانية، مضت حركة “حماس” في غيها وانحرافها وضياع بوصلتها وأعلنت تطبيع العلاقات مع عصابات الأسد مؤكدة بذلك توجهها الكامل تجاه إيران التي ساندت عصابات الأسد ووقفت ضد تطلعات الشعب السوري.
حماس تعلن رسميا عودة العلاقات مع عصابات الأسد
أعلنت حركة”حماس” رسميا الخميس الماضي، تطبيع العلاقات مع عصابات الأسد وذلك بعد قطيعة استمرت لأكثر من عشر سنوات، إبان رفض الحركة قمع الشعب السوري، وأكدت على “مُضيّها في بناء وتطوير علاقات راسخة” مع العصابة المجرمة في إطار قرارها باستئناف علاقتها معه، مبررة قرارها بأنه جاء “خدمةً لأمتنا وقضاياها العادلة، وفي القلب منها قضية فلسطين” مضيفة أن القرار جاء بناءً “على استراتيجيتها الثابتة، وحرصها على تطوير وتعزيز علاقاتها مع أمتها، ومحيطها العربي والإسلامي، وكل الداعمين لقضيتنا ومقاومتنا”، على حد زعمها.
تنديد واسع بالقرار
ندد العشرات من المشايخ والنشطاء بالقرار الذي اتخذته حركة حماس بإعادة علاقاتها مع العصابة المجرمة في سوريا، غير آبهة بنصائح علماء الأمة ولا بمشاعر ملايين السوريين الذين عذّبهم وهجّرهم وقتل ذويهم، وقالوا إنها بذلك ارتمت في أحضان إيران وانحرفت بوصلتها عن القدس وفلسطين، وخذلت أبناء الأمة خصوصاً في الشام والعراق واليمن التي عاثت فيها إيران وميليشياتها فساداً وقتلاً وتدميراً.
إيران ترحب
من جانبها رحبت وزارة الخارجية الإيرانية الأحد الماضي بإعلان الحركة إعادة العلاقات مع عصابات الأسد زاعمة أن ”التقارب بين تيارات المقاومة يخدم السلم والاستقرار في المنطقة ويخدم مصالح شعوب المنطقة والشعب الفلسطيني المظلوم ويدعم مواقفه أمام الكيان الصهيوني”، متهمة الاحتلال الإسرائيلي بأنه ”العامل الرئيس الذي يهدد السلام والأمن في المنطقة، لاسيما في سوريا”.
مصادر موالية : “لا مكان لعصابة الإخوان المسلمين في سوريا”
بالرغم من قرار حماس تطبيع علاقتها مع العصابة إلا ان الإعلام الموالي لم يتوقف عن مهاجمتها، إذ ذنشرت صحيفة الوطن مقالًا تحت عنوان “بهدوء.. الإخوان المجرمون على مقصلةِ التفاهمات السورية ـ التركية من التالي؟”، قالت فيه :”إن حماس استمدت يومًا سطوتها الأخلاقية عندما احتضنتها عاصمة “المقاومة” دمشق” وبعد غدرها بالسوريين باتت كرتًا يتقاذفهُ من يريد تسجيل النقاط لا أكثر”.
وأكدت أنه “لا مكان لعصابة الإخوان المسلمين في سوريا تحديداً بعدَ أن باتت وباعتراف عربي ودولي تنظيماً إرهابياً، وهناك من يطلب منا إعادة الروح إليها… يا لكم من سذج”.
مدافعون عن الحركة: حماس مضطرة والمتنكرون لقضيتنا لم يتركوا لنا خيارا !
برر المدافعون عن الحركة أنها مضطرة وليس لها خيار، حيث كتب “باسم زعارير” عضو المجلس التشريعي عن الحركة: “المطبعون والمتنكرون لقضيتنا، والمحاصِرون لمقاومتنا لم يتركوا لنا خيارا، سبق وأن أعادت الحركة علاقاتها مع النظام المصري، لامها الجميع حينها؛ ولكن مع مرور الوقت تبين للجميع أن نظرة الحركة كانت ثاقبة، وأصوب من نظرتهم”.
وأضاف أن عودة العلاقات مع عصابات الأسد لا يُفهم منها رضى الحركة بصنيعها، ولا تعكس مطلقا عن تأييد الحركة لسياسة العصابة داخل أرضها أو اتجاه شعبه؛ وإنما عودة العلاقات قائمة على مصلحة الفلسطينيين في مخيمات اللجوء هناك، وتمهيدا لمشروع العودة والتحرير، الأيام تتبدل، والمتغيرات من تحكم العلاقات، والقوة لا تكتمل إلا بالتحالفات -بحسب زعمه-.
قرار حركة حماس لم يكن غريبا وهو نتيجة طبيعية بعد تقارب الحركة وتوجهها نحو إيران الداعم الرسمي بجانب روسيا لعصابات الأسد، كما أن تغلغل الشيعة داخل الحركة كان سببا في التأثير على قراراتها، ومن جانب آخر فإن قرارها فيه تفضيل للاجئين الفلسطينيين على اللاجئين السوريين، والضحايا الفلسطينيين على القتلى والجرحى السوريين.