روجت عصابات الأسد في الآونة الأخيرة لما يسمى بالمصالحات وافتتحت مراكز تسوية بالعشرات وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الأعداد الغفيرة المطلوبة لها والتي ثارت ضدها، فذهبت بعض العوائل إلى مناطق سيطرتها مخدوعة بتلك المزاعم.
أجرينا في منصة الإعلام العسكري استطلاعا لرأي الشارع عن أسباب ذلك فذهب نحو 24 ٪ إلى أن السبب هي الإشاعات التي تطلقها عصابات الأسد بين الحين والآخر والتي تصنع داخل أقبية المخابرات بأن سقوط المناطق المحررة مسألة وقت لا أكثر، وهذا خلاف الواقع فعصابات الأسد لم تحرك ساكنا منذ أكثر من عامين، والقرار العسكري بات بيد المحتل الروسي الذي يستنزف في أوكرانيا والمحتل الإيراني الذي يواجه ثورة شعبية عارمة في الداخل الإيراني، إضافة إلى سقوط العصابات عمليا منذ عام 2013 وهذه الإشاعات لتغطية العجز العسكري لديه، الذي بات جليا بعد فشله في ضبط محافظة درعا والسويداء واستنزافه بالبادية السورية.
أما 20٪ فقالوا: إن: جهل الناس بغدر عصابات الأسد وقلة وعيهم دفعهم إلى حسن الظن والذهاب إلى مناطق سيطرة العصابات، إلا أن ميليشيات الأسد تمتهن الغدر بمن أجرى عمليات التسوية، فخلال العامين الماضيين اعتقلت العشرات من شبان التسويات، بل وصل الأمر إلى القتل والاغتيال، فكل من ثار ضد الأسد هو هدف مباشر لعصاباته.
أما بعض من استطلعت آراؤهم ونسبتهم 17٪ فيرون أن الذين يذهبون إلى مراكز المصالحات إنما يفعلون ذلك لحفظ أملاكهم من المصادرة، فيجازفون علهم ينجون من الاعتقال أو القتل، مقابل حفظ عقاراتهم من السلب بعد أن سيطرت الميليشيات الشيعية على آلاف المنازل والأراضي في مختلف المحافظات السورية، وبعد مساعدة الأسد لهم بسن القوانين كالقانون رقم 10، إذ تواجه سوريا خطر التغيير الديموغرافي وهذا ما يرفضه السوريون فيضطرون للعودة إلى ديارهم رغم ما يحيط بهم من مخاطر.
أما 12٪ فقالوا: إن المخدوعين ظنوا أن الحياة في مناطق سيطرة الأسد أفضل وأيسر من المناطق المحررة وهذا ما دفعهم إلى الذهاب، إلا أن الحقيقة غير ذلك فهناك عشرات العوائل وجدت جحيما ينتظرها في ظل انعدام الخدمات وقلة المواد الغذائية وفرص العمل، وارتفاع الأسعار الجنوني وتدني مستوى الدخل بشكل كبير، ناهيك عن الوضع الأمني والملاحقة بشكل دائم من قبل ميليشيات متعددة فلا دولة هناك، كل ذلك جعل الحياة شبه مستحيلة على عكس ما يصور إعلام الأسد.
وذهب 10 ٪ إلى أن رغبة الأهالي بالعودة للديار ورفض التهجير دفعتهم إلى العودة غير آبهين بما سيحل بهم وبعوائلهم فبمجرد كونك كنت في المناطق المحررة فهذه جريمة بحد ذاتها.
وقالت شريحة من المستطلعين وبلغت 9٪ : الشعارات الرنانة الفارغة والكلام المعسول الذي تروجه عصابات الأسد عن المسامحة الوطنية وأن حضن الوطن يستوعب الجميع دفع البعض للانجرار وراء تلك الخرافات والأكاذيب.
أما البعض فيرى أن من ليس في عائلته شهيد أو معتقل لدى عصابات الأسد خلال الثورة السورية هو بمنأى عن بطش الأسد، وهذا سيجعلهم خارج حسابات عصابات الأسد، إلا أن العصابات أعلنت الحرب على جميع السوريين بدون استثناء وجميع من ذهب تعرض للابتزاز المالي أو الخطف أو الاعتقال التعسفي بتهم مختلفة.
ورغم كل تلك المحاولات من عصابات الأسد للترويج للمصالحات معها فلم ينخدع إلا القليل بينما يبقى نحو 5 ملايين سوري داخل المناطق المحررة وأكثر من 12 مليونا آخرين في بلاد المهجر رافضين العودة إلى مناطق سيطرة عصابات الأسد رفضا قاطعا، بالإضافة لآلاف القاطنين في مناطق سيطرته في درعا وغيرها الذين يخرجون بمظاهرات واحتجاجات ويقطعون الطرقات مع كل اعتداء جديد عليهم.
كل ذلك يدل على اتفاق الشعب السوري على أن لا شرعية للأسد وداعميه وزبانيته.