البادية السورية: نقطة توتر دائمة
في البادية السورية، تستمر المعارك والصراعات بين مليشيا أسد والميليشيات الحليفة لها، وتنظـ ـيم الـ ـدولة الذي تراجع نفوذه في السنوات الأخيرة، إلا أنَّه لا يزال يشكِّل تهديدًا كبيرًا في المنطقة، ويشنُّ هجمات خاطفة على ميليشيا أسد والميليشيات المدعومة من المحتلين الروسي والإيراني.
الأهمية الإستراتيجية للبادية السورية:
تعتبر البادية السورية منطقةً ذات أهمية إستراتيجية كبيرة لعدة أسباب:
1- الطرق الرئيسية: تحتوي المنطقة على طرق رئيسية تربط بين دمشق وحمص ودير الزور، مما يجعلها محورية للتنقل العسكري والتجاري.
2- الموارد الطبيعية: تحتوي البادية على حقول نفط وغاز مهمة، مثل حقل الشاعر للغاز، الذي كان مسرحًا لصراعات متكررة بين القوات المختلفة.
3- الحدود: قربها من الحدود العراقية والأردنية يجعلها نقطة عبور حيوية للتهريب والتحركات العسكرية، ومنها يحصل تنظـ ـيم الـ ـدولة على الكثير من لوجستياته العسكرية.
العمليات العسكرية والتمشيط:
في الفترة الأخيرة، قامت ميليشيا أسد وحلفاؤها بشنِّ عدة عمليات عسكرية ضد خلايا تنظـ ـيم الـ ـدولة في البادية، بهدف تأمين الطرق الرئيسية وحماية حقول النفط والغاز، وتشمل هذه العمليات غالبًا غارات جوية وقصف مدفعي، إلى جانب العمليات البرية.
شهدت منطقة البادية في بداية شهر مايو حشودات ضخمة من ميليشيا أسد المدعومة من المحتل الروسي، بما في ذلك فرقة 25 والفيلق الخامس، بالإضافة إلى بعض المجموعات من لواء القدس، وهي مدججة بالسلاح الثقيل من دبابات وعربات نقل جند، بالإضافة إلى مدافع ثقيلة، وتعتبر هذه التشكيلات ذات تبعية للمحتل الروسي فإنَّه يقوم بتحريكهم كما يشاء.
على الرغم مما تصرح به ميليشيا أسد عن انتصارات حققتها ضد التنظيم، إلا أنه لم يتم نشر أي مقطع لميليشيا أسد، يظهر أيَّة اشتباكات حقيقية مع عناصر تنظـ ـيم الـ ـدولة حتى الآن، ولا حتى صور وتوثيق لجثث عناصر التنظيم، وأمَّا عن طيران المحتل الروسي فإنَّه مشاركٌ في عمليات التمشيط وينفذ عددًا من الغارات الجوية على مواقع عسكرية محددة.
التركيز الأكبر في تدمر والسخنة:
تمركز العدد الأكبر من قوات ميليشيا أسد والميليشيات الأخرى في تدمر والسخنة لتثبيت السيطرة على أهم الطرق في البادية السورية التي تربط بين المدن الشرقية بالجنوب والغربية.
العملية “شريان الحياة”:
أطلقت ميليشيا أسد، عبر عدة صفحات موالية لها، اسم “شريان الحياة” على هذه العملية !!!.
تكتيكات تنظـ ـيم الـ ـدولة:
تعتمد تكتيكات تنظـ ـيم الـ ـدولة في هذه المعارك على حرب العصابات، التي لا يمكن لأي جيش أن يبسط سيطرته على المنطقة إلا بعد فترة طويلة من المعارك والتشديد الأمني، ويختبئ عناصر التنظـ ـيم بشكل جيد في هذه الصحراء ويتمتعون بمعرفة كاملة بتضاريس المنطقة والجيوب والطرقات فيها، مما يجعل من الصعب على جيوش كاملة التحرك فيها.
الإحصائيات:
وفقًا لـ”المرصد السوري”، بلغ عدد القتلى خلال العمليات العسكرية في البادية 336 قتيلاً منذ مطلع العام 2024، بينهم 24 من تنظـ ـيم الـ ـدولة و275 من ميليشيا أسد والميليشيات الموالية لها، وتمّت العمليات العسكرية بشكل رئيسي من خلال كمائن وهجمات مسلحة وتفجيرات في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص.
بحسب “المرصد العسكري” ، فإن عدد المهمات القتالية الجوية لطيران المحتل الروسي من بداية شهر مايو حتى 8 يونيو بلغ 87 مهمة قتالية، توزعت على عدة مناطق مختلفة في البادية السورية. كان عدد الغارات 312 غارة جوية. نُفِّذت هذه المهمات باستخدام طائرة “سوخوي سو-34” التي تنطلق من مطار حميميم المحتل في ريف اللاذقية.
“صالح العبد الله” وتغيير في القيادة:
تشير المعلومات إلى وجود المجـ ـرم “صالح العبدالله”، قائد ميليشيا الفرقة 25، في ميدان العمل مؤخرًا، مما يعكس تغييرًا في القيادة والتكتيكات، حيث يُظهر “صالح العبدالله” تفضيله للعمل الميداني المباشر، ويُلاحظ أن وجوده في هذا المكان في الوقت الحالي يهدف إلى إبراز ذاته لدى القوات المحتلة الروسية من أجل كسب رضاهم.
الختام:
تظل البادية السورية نقطة توتر مستمرة، حيث تشهد المنطقة معارك وصراعات مستمرة بين عدة أطراف، ويبقى تنظـ ـيم الـ ـدولة تهديدًا كبيرًا، بينما تستمر ميليشيا أسد والميليشيات المدعومة من المحتلين الروسي والإيراني في محاولاتها لتأمين المنطقة أو حتَّى التخفيف والتقليل من عمليات استهداف عناصرها في المنطقة.