لا تزال المظاهرات الشعبية ضد النظام الإيراني مستمرة لليوم ال37 على التوالي في 194 مدينة، ما خلف مقتل أكثر من 400 شخص، منهم 241 مدنيا بينهم 32 طفلا حددتهم منظمة “مجاهدي خلق” بالإضافة لاعتقال أكثر من 20000 آخرين.
فهذه الانتفاضة الحالية تعد من أكثر الانتفاضات تنوعا واتساعا وانتشارا إذ تضم أغلب شرائح المجتمع الإيراني من الطبقات المحرومة المسحوقة حتى الطبقة الوسطى التي ترزح تحت خط الفقر.
وهناك نوع من الاتحاد حصل بين الطبقات الفقيرة المسحوقة تحت خط الفقر المطلق مع الطبقات المتوسطة التي لم تعد رواتبها تسد رمق عيشها ضد الحكومة المستبدة وهذا أمر خطير جدا يهدد حياة نظام الملالي.
وفي ظل هذا الوضع نحن أمام حالة شعب منتفض لم يعد أمامه شيء يخسره والمحتل الإيراني ضعيف داخليا فكل الاحتمالات مفتوحة، ومنها أن تتحول هذه الحالة إلى انتفاضة يضطر بها الثوار العزل إلى حمل السلاح لحماية أنفسهم من بطش الطغمة الحاكمة.
وإن اتساع هذه الانتفاضة وامتدادها وتشعبها في الداخل الإيراني سيربك المحتل الإيراني ما يعني أنه سيعود لترجيح أمنه الداخلي والحفاظ على حياته بدلا من الاستمرار في دعم عمقه الإستراتيجي ودعم الميليشيات الطائفية سواء في سوريا أو العراق أو اليمن، ما يعني أن ذلك سينعكس بشكل كبير على السياسية الخارجية الإيرانية.
بالمقابل هناك صمت دولي رهيب أمام ما يحدث من عمليات قمع وحشية وانتهاكات لحقوق الإنسان في الداخل الإيراني، إذ أعلنت عدة جهات معارضة إيرانية من بينها “المقاومة الإيرانية” عن دعوة الدول لدعم الانتفاضة والاعتراف بحق الشعب في الإطاحة بهذا المحتل وكذلك الاعتراف بحقه المشروع في الدفاع عن نفسه أمام آلة البطش التي يقودها ملالي طهران.
هذا وقبل الانتفاضة الإيرانية كان الاتفاق النووي يمر بأيام عصيبة لكن بعد الانتفاضة يبدو أن الاتفاق أصبح من المنسيات ولا أحد يذكره سواء من المسؤولين الإيرانيين أو الغربيين والأمريكيين، فيبدو أن الاتفاق النووي مع صعود الانتفاضة وصل إلى نفق مظلم وعلق في عمق زجاجة.