استهداف الاحتلال الإسرائيلي ميناء اللاذقية وتسيير دوريات للمحتل الروسي فيه
شن الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية مئات الهجمات والضربات الجوية التي استهدفت مواقع عسكرية لعصابات الأسد وأهدافا للاحتلال الإيراني وأخرى لحزبه اللبناني، واقتصر رد هذه الجهات على التهديد تارة والاحتفاظ بحق الرد تارة أخرى، أو السكوت والاكتفاء بسرد الخبر.
وزير خارجية النظام مهددا الاحتلال الإسرائيلي: لا تختبرو صبرنا… والرد سريع
خلال زيارة وزير خارجية عصابات الأسد “فيصل المقداد” للعاصمة الروسية موسكو، توعّد الاحتلال الإسرائيلي برد ساحق إذا عاود قصف مواقع عسكرية في سوريا قائلا: “العمليات الإسرائيلية لا مبرر لها على الإطلاق، ونحن لا نكتفي بإدانتها لكننا أيضا نحذر إسرائيل من التمادي في الاعتداء على سوريا ولدينا ما يكفي للرد عليها عندما نريد ذلك” مؤكدا: “إذا ما استمرت هذه الاعتداءات فسيكون لسوريا حق الرد، وسيعرفون عاجلا أو آجلا أن سوريا قادرة على رد الصاع صاعين”.
وبعد يوم واحد على تحذيره، استهدف الاحتلال الإسرائيلي موقعين عسكريين لعصابات الأسد في القنيطرة جنوب سوريا، واقتصرت الأضرار على المادية، وفي اليوم التالي عاود الاحتلال استهداف منطقة الكسوة ومحيط مطار دمشق الدولي بالتزامن مع وصول شحنات عسكرية للاحتلال الإيراني إلى دمشق، وسط صمت مطبق لعصابات الأسد والاحتلالين الروسي الإيراني.
غارات جوية للاحتلال الإسرائيلي على ميناء اللاذقية على دفعتين خلال شهر واحد
شن الاحتلال الإسرائيلي ضربات جوية على ميناء اللاذقية مرتين خلال شهر واحد استهدفت شحنة أسلحة إيرانية متطورة -صواريخ كروز أو طائرات مسيرة انتحارية- مهربة من إيران عن طريق البحر ومخزنة في ساحة الحاويات بالميناء -بحسب ما أعلن الاحتلال الإسرائيلي-، واعترف الإعلام الموالي بأن القصف أدى إلى حدوث أضرار مادية كبيرة واندلاع حرائق في الميناء.
روسيا تسير دوريات بالميناء بدعوى حمايته من “الإرهاب”
بعد الهجمات الجوية للاحتلال الإسرائيلي على الميناء، سير المحتل الروسي دوريات عسكرية فيه بحجة حمايته من هجمات متوقعة من الفصائل الثورية، ولكن الهدف منها كان واضحا وهو وقف الغارات الإسرائيلية المتكررة عليه.
وانتقد مؤيدون لعصابات الأسد روسيا انتقادات لاذعة، متهمين إياها بتعمد تسهيل قصف المرفأ طمعاً بالسيطرة عليه، ومنددين بمطامع موسكو وتخاذل عصابات الأسد حيال ذلك، خاصة وأن مرفأ اللاذقية استخدم في الأعوام الماضية كقاعدة انطلاق لشحنات المخدرات الإيرانية المصنعة في سوريا.
المجال الجوي في سوريا مستباح للاحتلال الإسرائيلي
أكدت الهجمات المستمرة للاحتلال الإسرائيلي خلوّ المجال الجوي في سوريا من أي خطوط حمراء أمام الطائرات الحربية الإسرائيلية التي سمح لها أن تتسلل بين مناطق النفوذ المختلفة لضرب ما تريد من الأهداف.
ميناء اللاذقية… ساحة جديدة لصراع نفوذ بين الدول في سوريا
يرى بعض المراقبين أن ميناء اللاذقية ربما أُدخل ضمن صراع استراتيجي بين المتحلين الروس والإيرانيبن والإسرائيليين لإعادة رسم خريطة النفوذ بين الأطراف الثلاثة، كما أن استهداف إسرائيل له يهدد بنسف قاعدة تفاهماتها مع روسيا القائمة على أساس اقتصار الغارات على ضرب مواقع النفوذ الإيراني من دون المساس بالبنية التحتية لاقتصاد عصابات الأسد.
ورجح آخرون أن دخول المحتل الروسي إلى مرفأ اللاذقية جاء بعد توافق روسي مع الأمريكان والإسرائيليين، على السماح بإعادة تشغيله شريطة إخراج الحرس الثوري الإيراني منه.
لربما نجح التدخل الروسي والإيراني في منع سقوط المجرم بشار ونظامه، إلا أن سوريا تحولت إلى ساحة حرب دولية تنشط فيها خمسة جيوش نظامية على الأقل، ما تسبب في استشهاد الآلاف من السوريين تحت آلة القمع والدمار التابعة لعصابات الأسد والاحتلالين الروسي والإيراني، ونزوح الملايين داخل سوريا وخارجها.