إيران والتشيع حلم لم يكتمل في سوريا
التشيع في سوريا مشروع إيراني يعود للقرن الماضي، بدأت به إيران إبان نجاح ثورة “الخميني” في إيران عندما أطاحت بالشاه الإيراني مستغلة وجود الطائفة العلوية في الحكم بسوريا وخاصة أن أول من اعترف بالثورة الإيرانية هو المجرم “حافظ الأسد” رئيس سوريا آنذاك.
استغلت إيران التقارب الطائفي بينها وبين العلويين وبدأت بنشر التشيع في مناطق العلويين في الساحل السوري الأكثر تقبلا، فقامت بإنشاء جمعية المرتضى بقيادة “جميل الأسد” شقيق حافظ لنشر التشيع بين العلويين.
بعد ذلك عن طريق السفارة الإيرانية بدمشق وملحقيتها الثقافية بحلب، وكانت حملات التشييع منظمة ومدروسة خوفا من ردة فعل المكون السني الأكبر في سوريا، ومدعومة من نظام الأسد آنذاك.
مع بداية حكم المجرم “بشار” كانت نقلة نوعية للتشيع في سوريا، حيث أنشأت كلية شرعية لتدريس مذهب الإثني عشر الشيعي في الطبقة بريف الرقة في حين لم تكن في سوريا سوى كليتي شريعة في ( حلب ودمشق).
كما استخدمت شخصيات ذات نفوذ ديني وسياسي في نشر عقيدتها كمفتي الجمهورية آنذاك “أحمد حسون” ووزير الأوقاف “عبد الستار السيد”، بالإضافة لاستغلالها القبلية في مناطق الشمال والشمال الشرقي في سوريا فأغدقت على شيوخ العشائر الهدايا والعطايا لكسب تأييدهم، وبنت الحسينيات في تلك المناطق لتدريس العقيدة الشيعية.
الحرب والعوز زادا الطين بلة
ومع بداية الثورة السورية وجدت إيران فرصتها لإتمام مشروعها الشيعي فدخلت الحرب السورية بحجة حماية المراقد والمزارات الشيعية، وتأمين الحجاج، وجندت لذلك ميليشيات شيعية استقدمتهم من أفغانستان والعراق وباكستان، كما وسعت نفوذها داخل التشكيلات العسكرية لدى عصابات الأسد كالفرقة الرابعة.
اتبع المحتل الإيراني العديد من الطرق لنشر الثقافة والفكر الشيعي داخل سوريا خلال الثورة السورية، مستغلا الحالة المادية الضعيفة لدى العائلات السورية، حيث أقام جمعيات خيرية لجذب الناس نحو التشيع، كما أنشأ المعاهد الدينية، وأعطى المنح الدراسية للأطفال للدراسة بالجامعات الإيرانية.
وأعاد ترميم الأضرحة الشيعية القديمة، بالإضافة لبناء أضرحة جديدة بهدف تغيير ثقافة البلد السني عن طريق زرع طقوس شيعية مغايرة للإرث الإسلامي السني، ويعد إلغاء منصب مفتي الجمهورية أحد خطوات نشر التشيع عن طريق التحكم بالناس عبر ما يسمى بمجلس الافتاء الذي أحدثه الأسد بدعم إيراني
القانون 10 خدمة تصب لصالح التشيع
استمرارا للتسهيلات التي يقدمها الأسد لإيران في سبيل نشر التشيع، أصدرت عصابات الأسد قانونا يسحب ملكية العقارات للمهجرين والنازحين، بهدف إعطائها للعائلات التي جلبتها إيران من العراق ولبنان وغيرها، ويرى كثير من المحللين أن هذه الخطوة تهدف للتغيير الديموغرافي لسكان سوريا، والذي يرمي لجعل الشيعة الأكثرية حيث تستطيع إيران أن تدخل السلطة لتكون وصية على رعاياها الشيعية.
كما تهدف لوصول شخصيات شيعية لمراتب مرموقة في الحكم والسلطة داخل الحكومة والجيش وبذلك التحكم أكثر في سوريا، بدل أن تقوم على ولاء رأس النظام لها الذي يمكن أن يخرج من تحت سيطرتها في أي وقت، خاصة في ظل الحديث عن مساعي إماراتية لعودة نظام الأسد إلى الجامعة العربية.
رغم كل ما قدمته إيران وتقدمه لنشر مشروعها بالترهيب وبالترغيب إلا أنها لم تستطع الوصول إلى غايتها بسبب المقاومة العنيفة من قبل السنة في سوريا، وذلك بعد تعريتها إبان وقوفها إلى جانب عصابات الأسد ضد الثورة السورية واشتراكها في العديد من المجازر بحق الأهالي السنة.