السؤال الأول: ما أهمية سلاح المدرعات في المعارك الحديثة؟
وهل لا يزال محافظاً على مكانته؟
تكمن أهمية سلاح المدرعات في المعارك -قديماً وحديثاً- في أنه السلاح الأثقل على الأرض والأقدر على بسط السيطرة على الرقعة الجغرافية المُراد العمل عليها، كما أنه يعد معززا لوحدات المشاة المقتحمة ويشكل إسناداً لها في حسم المعركة بأقل الخسائر.
وعلى الرغم من تراجع استخدام المدرعات في الآونة الأخيرة والذي يعود إلى كثافة استخدام الأسلحة المضادة التي تعيق عملها من طائرات مسيرة وقواعد الـ م.د ، في الحرب الأوكرانية الروسية والتي خسر فيها الطرفان الكثير من العتاد المدرع لأن كلا منهما زج بالمدرعات بعشوائية إلا أن المدرعات لا تزال ضرورة حتمية في المعركة ولا يمكن الاستغناء عنها.
السؤال الثاني: لاحظنا اغتنامكم دبابتين من داخل مواقع عصابات الأسد خلال شهر واحد، فهلّا حدثتنا قليلاً عن هذه العمليات؟
إن مواكبة المعركة الحديثة فرض علينا تطوير مقاتلينا وتهيئتهم للانغماس فهذه المرة اخترقوا تحصينات العدو ودفاعاته وانغمسوا في مواقعه بدون مدرعات فأكرمنا الله عز وجل وفتح علينا، ولعل القارئ لهذه السطور يظن الأمر بسيطا!
ولكن الحقيقة التي تغيب عن كثيرين أن الأمر لم يكن بهذه السهولة وإنما حصيلة تدريب وإعداد على هذا النوع من العمليات استغرق شهوراً طويلة.
إن مقاتلينا تدربوا بشكل مكثف حتى أصبحوا مع القوات الخاصة من الألوية على أهبة الاستعداد، فجاءت لحظة التنفيذ وكانت العملية الأولى في ريف حلب الغربي وتحديداً على جبهة قبتان الجبل فتمكنوا من الوصول إلى الهدف واختطاف دبابة من نوع T72 وإيصالها إلى المناطق المحررة -بفضل الله تعالى-.
وأما العملية الثانية التي ذاع صيتها منذ يومين فكانت باشتراك كلٍّ من لواء المدرعات مع القوات الخاصة في لواء عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على محور الفوج 46 غرب حلب واستطاع الإخوة المجاهدون الدخول والسيطرة على دبابة T72 أيضا والتي قادها أحد مجاهدي لواء المدرعات ليلاً وأوصلها إلى مناطق المجاهدين.
السؤال الثالث: ما أهمية هذه العمليات، وهل هناك جنود مدربون لمثلها، وهل واجهتم صعوبة بذلك؟
إن للعمليات الانغماسية التي ينفذها المجاهدون أهمية كبيرة فهي تسبب الذعر في قلوب الأعداء، وإن تطور مثل هذه العمليات التي تتمثل بالقدرة على الاستيلاء على سلاح العدو الثقيل، لا بل ونقله من مناطقه سينشر حالة من الفوضى والخوف بين صفوفه والتي هي مُزعزعة أصلاً.
أما من ناحية امتلاكنا لمقاتلين من هذا النوع القادر على تنفيذ مثل هكذا عمليات فأقول: نعم لدينا كثير من الإخوة في لواء المدرعات القادرين على تنفيذ مثل هذه العمليات، ويتم تدريبهم وإعدادهم بشكل مستمر ليكونوا جاهزين متى سنحت فرصة أخرى.
أما من ناحية المصاعب فلا بد من مواجهة بعض المصاعب أثناء التدريب وكذلك أثناء التنفيذ، فأنت تتعامل مع سلاح ثقيل والسيطرة عليه ثم إخراجه بهذه الطريقة يحتاج إلى دقة في العمل ومهارة في القيادة بالإضافة للتدرب على سلاح وتكتيك المشاة.
ولكن بفضل الله تغلبنا على هذه المصاعب وكان التوفيق حليفنا ولله الحمد.
السؤال الرابع: لن ندخل في التفاصيل لخصوصيتها، ولكن هل هناك شيء يمكن أن تفصحوا عنه لأول مرة بالنسبة لهذه العمليات.
نعم هناك بعض المواقف التي حصلت أثناء العملية الأولى على محور قبتان ومن المعلوم أن المنفذ لمثل هذه العمليات يكون في ظروف صعبة وضغط شديد وحبس للنفس وتركيز شديد، فبينما كان الأخ السائق يريد الدخول لحجرة السائق ليجهز الدبابة ثم يشغلها، كان أحد الإخوة من مقاتلي العصائب يقف ليؤمن الحماية له والتعامل مع أي شخص يقترب عند سماع صوت الدبابة، وحدث أن خرجت رصاصة من بندقيته بالخطأ فرفع السائق رأسه ظناً منه أنهم كُشفوا ولكن تعامل الأخ بهدوء وأشار لسائق الدبابة بمتابعة عمله.
وموقف أخر رواه لنا الإخوة بعد خروجهم وهو أن السائق عندما خرج بالدبابة كان معه مقاتل من مجاهدي العصائب، وفي منتصف طريق العودة توقفت الدبابة عن العمل وبهدوء تعامل الإخوة مع الموقف حتى أنه دار حديث بينهم: “مهما حدث لن نخرج من دون الدبابة” واستطاعوا تشغيلها مرة أخرى وإخراجها نحو المناطق المحررة.
السؤال الخامس: ماهي رسالتكم إلى عصابات الأسد؟
هي رسالة واضحة، أن الخيار العسكري والعمليات الانغماسية مستمرة وستفقدون حتى أسلحتكم التي بين أيديكم إما بتدميرها وإما أن ننتزعها من ثكناتكم، وأننا مستمرون في الإعداد والتدريب والتطوير حتى إذا حان موعد الفصل بيننا وبينكم دحرناكم -بعون الله- وطهرنا أرضنا من رجسكم وشروركم وما هذه العمليات التي ترونها إلا مقدمات لما سيحل بكم قريبا -بإذن الله رب العالمين-.
والحمدلله رب العالمين