1- ما رأيك بالتصريحات التركية الأخيرة بخصوص مصالحة عصابات الأسد؟
لم تعد المسألة مقتصرة على التصريحات فحسب، وإنما أصبحت اجتماعات معلنة وبخطط وأجندات، ترى فيها تركيا مصلحة لها، وعلينا أن نحترم المصلحة التركية شريطة ألا تكون على حساب حقوقنا وتضحياتنا، فلسنا قُصرا، ولا نحتاج إلى ولي أمر أو وال علينا، فنحن أصحاب حق يقف كالرمح وبئس من تجاهل هذا الحق، ويا حظ من كان مخلصا له، بيد أننا نقدر لتركيا موقفها من معاناة السوريين، ولكن أن تضرب عرض الحائط بحقوقهم، فهذا ليس من صلاحياتها ولا نعتقد أنها تفعله، وإن كانت تقول إن بعض السوريين اعترضوا لأجل مصالحهم فهي على خطأ، لأن الملايين التي خرجت يوم الجمعة لا يمكن أن تكون على خطأ، وإن كان الرهان على معارضة رسمية مهترئة ومرتهنة، فبئس المراهنة وبئس الرؤية.
2- ما شروط التقارب بين تركيا وعصابات الأسد؟
الجانبان يعلمان أنهما لا يستطيعان تحقيق شروطهما ومن هنا فإن المسألة سياسية أو هي نوع من السياسة البهلوانية من الجانب التركي لأنه يراهن على مأزومية عصابات الأسد أخلاقيا واقتصاديا وسياسيا، وخاصة بعد قانون الكبتاغون الأميركي الأخير الذي يجعل من المجرم بشار وعصابته خطرا مهددا للسلم والأمن العالمي من جانب وهناك أيضا اختراقه الاقتصادي والعسكري من جانب آخر، ومن ناحية أخرى فهي تراهن على مأزومية من يدعمه من خلال غرق المحتل الروسي في أوكرانيا والحصار القاتل عليه، ومن خلال مأزومية المحتل الإيراني في وضعه الداخلي.
3- ما مصلحة المحتل الروسي في إنجاز هذه المصالحة؟
تكمن مصلحة المحتل الروسي في كسب الأتراك إلى جانبه بحكم اختناقه بعد دخوله إلى أوكرانيا، ومع اعتقاده بأنه يستطيع وضع تركيا في مواجهة أمريكا التي تحمي ميليشيا قسد، ومن ناحية أخرى فهو يريد أن يتنصل من أعباء الملف السوري بسبب غرقه في أوكرانيا.
4- ما موقف أمريكا من المصالحة؟
منذ بداية الثورة السورية وحتى الآن تعمل أمريكا على إدارة الأزمة لا على حلها، واعتقد أنها لا ترى في هذه الخطوات الروسية التركية والأسدية إلا قفزات في الفراغ، فبيد أمريكا ورقة ميليشيا قسـ ـد التي تقض مضاجع تركيا وبيدها اقتصاد سوريا نفطا وزراعة وماء وطاقة، وهي تعرف تماما أنه لا يمكن لأحد أن ينجز شيئا في الملف السوري إلا بموافقتها وهي عبرت عن عدم رضاها تجاه ما يجري، لكنها في الوقت نفسه حريصة على تركيا ولا تريد خسارتها.
5- في حال استمرت تركيا بالتطبيع مع عصابات الأسد، ماذا سيكون رد الشعب السوري؟
عبر الشعب عن موقفه في المظاهرات التي ناهز من خرج فيها المليون شخص يوم الجمعة، فلا يمكن للسوريين نسيان من قتلهم واعتقلهم وهجرهم واستخدم الكيماوي، وارتكب كل ذلك الإجرام بحقهم، وأعتقد إن حدث التصالح فلن تكون تركيا في مواجهة مع ميليشيا قسـ ـد، بل مع سبعة ملايين سوري، وهؤلاء سبعة ملايين كان بالإمكان أن يكونوا ورقتها الأقوى على طاولة حل القضية السورية.
6- هل فتح معارك مع العصابة يفشل المصالحة؟
وهل الوقت مناسب لذلك؟
إذا فتحت الفصائل معارك مع العصابة فإن ذلك يفشل أي مشروع للتصالح معها، وما رأيناه في الآونة الأخيرة من عمليات نوعية أربكت العصابة ووضعتها في مأزق ورعب حقيقي، فلا بد من تكاتف الفصائل والعمل الدؤوب فيما بينها وزيادة العمليات النوعية والضربات المركزة بالإضافة إلى التجهيز لعمل عسكري كبير ينسف المصالحة ويذهب بها أدراج الرياح.