حاول نظام الأسد تشويه الثورة السورية ومحاربتها إعلاميا منذ بدايتها، مستخدما طرقا بشعة ومكشوفة عندما أنكر وجود طفل اسمه “حمزة الخطيب” وأنكر وجود المظاهرات ووصفهم بأنهم خرجوا لشكر ربهم وللتمجيد في حكم الأسد.
تشويه صورة المظاهرات السلمية
بدأ إعلام الأسد منذ انطلاق المظاهرات السلمية بفبركة الأكاذيب واختراع المسرحيات وتصديرها للعلن، فكان يحضر أشخاصا يمثلون أنهم متظاهرون يحملون الأسلحة، وروج للعالم أن المظاهرات السلمية هي مظاهرات مسلحة والشعب المطالب بإسقاطه صوره على أنه مجموعة من الإرهابيين يريدون تخريب البلد.
قام أيضا نظام الأسد بزج عناصره ضمن المظاهرات السلمية وأمرهم بافتعال التخريب وأعمال العنف.
نظرية المؤامرة الكونية على نظام الممانعة
تمسك إعلام النظام بنظرية المؤامرة التي لعبت دورا مهما في إقناع حاضنته من الطائفة العلوية، فصدر لهم الثورة بأنها مؤامرة خارجية تديرها أيادي ودول أخرى، تريد النيل من سيادة سوريا وانتهاك الأراضي وسلب خيراتها، وبدأت الدول بإرسال مقاتليهم لتخريبها ونسف الأمان فيها -حسب زعمهم-.
ونجح أيضا بالتدليس على جزء كبير من عناصر جيشه عبر إقناعهم بنظرية المؤامرة، مختلقا أسماء وهمية عديدة داعمة للثورة السورية كالشيخ بندر وغيره.
استهداف المناطق الآمنة واتهام الثوار بها
بعد تورط عصابات الأسد بجرائم حرب ضد الشعب السوري، أوعزت لإعلامها بتضليل الرأي العام خاصة بعد وجود نية دولية لمحاكمة الأسد بتهمة ارتكابه جرائم حرب، فكانت تنسب المجازر البشعة للفصائل العسكرية، وتولى تلك المهمة ممثل عصابات الأسد في الأمم المتحدة ” بشار الجعفري” الذي اعتمد في مهمته على صور مفبركة تعود للحرب العراقية أو الأفغانية وتنسبها للثائرين السوريين.
الاستعانة بوسائل إعلام الحلفاء للاستمرار في التكذيب والتلفيق
استعان الأسد بوسائل إعلام عالمية حليفة له، لتشوه صورة المجاهدين وتظهر المناطق المحررة ملجأ للمجرمين والقتلة عبر عشرات الأفلام الوثائقية ونشرات الأخبار، كما ادعى إعلام الروس أن ماحدث في الغوطة بدمشق من مجزرة الكيماوي هي مسرحية هزلية مفبركة نشرتها منظمة “مثيرة للجدل” هي أصحاب الخوذ البيضاء حسب زعمهم، فيما أعلن وزير الخارجية الروسي بوجود أدلة دامغة على من فبرك المسرحية واتهم الدول المساندة للثورة والمعارضة للميليشيات وحلفائها بالضلوع بالمسرحية، ووجه الاتهام في نهاية الأمر للمعارضة السورية بعرقلة عمل اللجنة الدولية لمكافحة الأسلحة الكيماوية على عكس الحقيقة وهي عرقلة العصابات الأسدية لعمل اللجنة.
اقتناص الفرص لتشويه الحقائق
لم تدخر عصابات الأسد جهدا باقتناص هفوات الثورة السورية فكان ظهور تنظـ ـيم الدولـ ـة فرصة لا تفوت لتشويه صورة الثورة السورية وصورة المجاهدين بل وحتى الطعن في الإسلام من خلال إظهار الدين الإسلامي بشكل عام والمجاهدين بشكل خاص أنهم جاؤوا من عصور غابرة ولا يصلحون لقيادة الدولة الحديثة، واستخدموا لذلك الدراما عبر عدة مسلسلات ساخرة وأخرى اجتماعية بثت من خلالها سموما كثيرة، كما اختلقت العديد من المصطلحات ونسبتها للثوار كجهاد النكاح وغيرها من الأفكار التي كانت تنتج في أقبية المخابرات.
وما تزال عصابات الأسد وحلفاؤها يعتمدون سياسة التضليل الإعلامي وحرف الحقيقة متخذة سياسة التكذيب حتى التصديق، خاصة أنها تمنع وكالات الإعلام المستقلة من دخول مناطقها وزنازينها لتوثيق الحقيقة، بل وتصنف مناطق عصابات الأسد من إحدى أخطر المناطق على الصحفيين.