المرحلة القادمة مرحلة تحرير واستعادة الأراضي والقضاء على نظام الأسد
شهدت المناطق المحررة قفزات نوعية في المجالات كافة سواء على الصعيد الزراعي أو الصناعي أو العسكري على وجه الخصوص، مما وصل في بعض الأحيان للاكتفاء الذاتي، وذلك في إطار التجهيز لمعركة التحرير المرتقبة.
تطور الصناعات العسكرية
استطاعت الكوادر الصناعية في المناطق المحررة من تطوير الصناعة العسكرية، والتعديل على العديد من الأسلحة التي اغتنمت من عصابات الأسد خلال الثورة السورية، كما استطاعت أن تصنع الذخائر الحربية بمختلف أحجامها وأنواعها، انطلاقا من مبدأ الاعتماد على الذات، والذي يعد أمرا ضروريا في معركة التحرير.
ويضاف إلى ذلك صناعة المصفحات العسكرية لاستخدامها في عمليات الاقتحام المباشر، وأجريت أيضا العديد من التجارب على أسلحة جديدة ونوعية لم تفصح عنها الفصائل العسكرية، والتي ستكون مفاجأة المعارك القادمة حسب كلام مسؤولين عسكريين.
تأهيل المقاتلين وتكثيف الدورات الاختصاصية
أقامت الفصائل العسكرية في الفترة الماضية معسكرات مكثفة ودورات تدريبية لكوادرها ضمن الإعداد للمرحلة القادمة، مسؤولون في هيئة تحرير الشام أكدوا أن عشرات المتدربين تخرجوا من معسكرات إعداد قادة ميدانيين كما أقامت الفصائل معسكرات شرعية مكثفة لمقاتليها بغية تعزيز العقيدة لديهم، ورفع سويتهم الفكرية والثقافية.
ولا تزال معسكرات رفع المستوى تعمل دون ملل أو كلل، تحضيرا للمعركة المرتقبة، بالإضافة لتخريج مقاتلين مختصين باستخدام كافة أنواع الأسلحة الدفاعية والهجومية، الخفيفة والمتوسطة والثقيلة.
عمليات نوعية مكثفة تظهر جاهزية الفصائل وهشاشة العدو
كثفت هيئة تحرير الشام عملياتها النوعية على مواقع عصابات الأسد على طول جبهات المحرر، حيث أظهرت تلك العمليات جاهزية قتالية عالية، ودقة في العمل، كما عكست مدى التطور التكتيكي لمقاتلي تحرير الشام، وفي الطرف الآخر ظهر جليا هشاشة عصابات الأسد وضعفها، إذ لم تتمكن من صد أي عملية نوعية أو إفشالها بل كانت تمنى بخسائر فادحة في كل عملية.
محللون يرون أن تلك العملية مقدمات لمعركة مرتقبة قادمة، سيما وأن عصابات الأسد ليست بأفضل حالاتها بسبب انشغال حليفها الروسي بأوكرانيا ومعاناة العصابات اقتصاديا وعسكريا نتيجة الاستنزاف الدائم في صفوفها في أغلب مناطق سورية، ناهيك عن الضربات الإسرائيلية المتكررة لمواقع ميليشيا حزب إيران اللبناني الحليف المقرب من عصابات الأسد.
مراقبون يرون أن المرحلة القادمة ستكون صعبة على المحتل الروسي المنهمك بحربه بأوكرانيا، كما يرون أن جاهزية الفصائل وأدائها المنضبط الذي ظهر بوضوح في العمليات النوعية، سيرجح الكفة لصالح الثورة السورية وسينذر بسقوط عصابات الأسد وإنهاء وجودها، مع تعالي صيحات الأهالي في مناطق سيطرة العصابة، مع تدهور الوضع الاقتصادي هناك وموت الناس ببطء، في حين هناك تجاهل كبير لمطالب السوريين، أضف إلى ذلك تفشي الجريمة والمخدرات بشكل جنوني، كل ذلك يشير إلى اندلاع بركان بوجه الأسد، ربما يبدأ من السويداء المنتفضة.