ثورة يتيمة… مستمرة رغم كثرة الأعداء
انطلقت الثورة السورية عفوية تطالب بالحرية والكرامة، كمطلب شعبي لجميع فئات الشعب السوري، لكنَّ البعض رأى في الثورة السورية فرصة لتحقيق غاياته الإقليمية والعالمية.
محاولات تجنيد الثورة السورية
حاولت دول عدة الاستفادة من الثورة السورية، فكما تذرّع داعمو الأسد بحمايته وحماية كرسيه، لاحتلال سورية ونهب ثرواتها، أيضا حاولت جهات عديدة تجنيد الثورة لمصالحها الخاصة بحجة دعم الشعب السوري في ثورته على الظلم والاستبداد، وظهر ذلك من خلال شراء بعض الفصائل العسكرية والشخصيات من قبل الدول الغربية أو دول خليجية وغيرها، لكن تلك المشاريع كانت تنتهي بزوال الفصائل الموالية لها، لتجد تلك الجهات أن الطريق مسدود.
الانقلاب على الثورة ومعاداتها
عندما أفلست بعض الدول من تجنيد الثورة لصالحها بدأت بالتجييش ضد الثورة السورية والعمل على إنهائها، كما فعلت دولة الإمارات عندما دعمت الثورات المضادة، بالإضافة للنظام السعودي الذي كان من مؤيدي الثورة السورية لفترة من الزمن، كما أن تلك الدول لم تقدم السلاح الدفاعي أو الهجومي للفصائل العسكرية، بل كان يقتصر دعمها على الغذاء والمال المسيّس والمشروط وبعض الاسلحة الخفيفة.
استمرار جذوة الجهاد واستقلال السلاح
رغم كل المحاولات بقي سلاح الثورة السورية مستقلا كما بدأ بعفوية، يأخذ أوامره من نبض الشارع السوري وينفذ تطلعاته للحرية والاستقلال، فالثورة لم تبدأ بأوامر خارجية ولن تنتهي بتوجيهات خارجية، حيث فشلت جميع المحاولات السياسية كمؤتمرات سوتشي والقاهرة وغيرها بالقضاء على الثورة، فضلا عن المحاولات العسكرية رغم زخمها واشتراك العديد من الأطراف في الحرب على السوريين الأحرار، نتيجة تماسك الحاضنة الشعبية للثورة والالتفاف حول الفصائل العسكرية.
محاولة زرع الشقاق واختلاق الإشاعات
حاولت عصابات الأسد والمحتلان الروسي والإيراني تشويه صورة الفصائل العسكرية لضرب الحاضنة الشعبية، فقامت بإطلاق مسمى المناطق المحتلة من قبل تركيا على المناطق المحررة بغرض إظهار المنطقة والثائرين كطرف مصادر القرار، كما أنها تعيد تكرار مصطلح المؤامرة الكونية واتهام الثورة السورية كجزء من المؤامرة.
وحدة القرار وكسر الاختراقات
وبذلك نجح المجاهدون في سورية بالتفرد باتخاذ القرار بعيدا عن الإملاءات الخارجية، منطلقين بذلك من قوة الموقف، بسبب الحاضنة الشعبية القوية، ولم تنجح أية دولة في تمرير مخططاتها عبر الثورة السورية، كما فرضت احترامها على الدول الإقليمية والدولية، وكان أيضا وزنها حاضرا عند المحتل الروسي في عمليات تبادل الأسرى التي جرت كثيرا، إذ كان العدو يعامل الفصائل كندٍّ، لديه شروطه الخاصة، الأمر الذي أثبت أن قرار الثورة سيبقى بأيدي أبنائها أرباب الدم.