بعد اندلاع الثورة السورية وتحولها إلى ثورة مسلحة وتحرير العديد من المناطق من رجس عصابات الأسد، اعتمدت العصابة سياسة الحصار والتجويع لفرض شروطها من خلالها.
وكان من أهم ما روجت له العصابة خدعة المصالحات والتي استخدمتها في الجنوب السوري انطلاقا من محافظة درعا ثم القنيطرة وريفي دمشق وحمص التي أشرف عليها عرابو المصالحات الذين لبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب للانتقام من الشعب الثائر فيما بعد.
انطلاق الثورة ابتدأ من درعا وتحرير المناطق من عصابات الأسد
كانت محافظة درعا مهدا للثورة السورية، إذ انطلقت منها أول مظاهرة ضد حكم الأسد المجرم بعد حادثة الأطفال الذين كتبوا شعارات الحرية على الجدران متأثرين بثورات الربيع العربي.
وعقب الممارسات الإجرامية للعصابة ثارت أغلب المدن السورية مطالبة بإسقاط النظام تبعها دحر العصابات من المناطق الثائرة.
لجوء عصابات الأسد إلى سياسة الحصار في محاولة للقضاء على الثورة
بعد تدخل المحتل الروسي والميليشيات الإيرانية بشكل مباشر لصالح عصابات الأسد وفشلهم جميعا بالحل العسكري لجأوا إلى المؤتمرات الدولية متمثلة بالأستانة وسوتشي معلنين مناطق خفض التصعيد على حد زعمهم التي كانت تمهيدا لخدعة المصالحات التي أصبحت الخنجر المسموم في خاصرة الثورة السورية.
خدعة المصالحات التي بدأت في عام 2018
حاصر الأسد المجرم غوطتي دمشق وريف حمص واستخدم كل أشكال الوحشية من قصف وتجويع وأجبر الثوار على الخروج إلى الشمال السوري بعد رفضهم لما يسمى المصالحات أو التسويات.
فبدأ بغوطة دمشق في أذار 2018 ثم ريف حمص الشمالي الذي رفض المصالحات إلا البعض متمثلا بفصيل جيش التوحيد الذي قتلت العصابة قائده “منهل الصلوح” في معتقلاتها تحت التعذيب، بعد أن التحق بصفوفها.
درعا شرارة الثورة تقع في فخ المصالحات بعد أن كانت أكبر المناطق السورية المحررة في الجنوب إذ خضعت المحافظة للمصالحات برعاية الضامن الروسي الذي ساعد الأسد المجرم على تدمير سوريا وأنقذه من السقوط المحتوم.
حيث أقدمت بعض الفصائل على تلك الخطوة التي حولت درعا إلى ساحة اغتيالات لتصفية الثائرين رغم رفض الكثيرين، ما اضطرهم إلى الخروج نحو الشمال السوري بعد معارك عنيفة مع العصابة وغدر أذناب المصالحات بهم.
درعا مستنقع للاغتيالات وفريسة لعصابات الأسد والميليشيات الطائفية
بعد وقوع درعا في فخ المصالحات في تموز 2018 وخروج من رفضها إلى الشمال المحرر بدأت العصابة المجرمة بافتعال الفوضى بالمحافظة عبر انتشار ظاهرة الاتجار بالمخدرات وإطلاق يد خفافيش الظلام التي تنفذ مئات الاغتيالات سنويا ونشطت عمليات الاعتقال والإخفاء القسري.
وكان من أبرز الاغتيالات مقتل قائدي كبرى الفصائل التي خضعت للتسويات “أدهم أكراد” و”خلدون الزعبي” على يد ميليشيات أمن العصابة.
وسجل ناشطون أن المحافظة شهدت 300 عملية اغتيال في 2020، قتل على إثرها 235 شخصا كما اعتقل أكثر من 350، كما اغتيل في 2021 قرابة 290 شخصا واعتقل أكثر من 500 آخرين.
وشهد العام الحالي 2022 حصارا لعدة مدن في درعا كان أبرزها مدينتي طفس وجاسم بعد اعتقالات واسعة نفذتها العصابة على حواجزها لأبناء تلك المدن والبلدات.
فكانت المصالحات في درعا حفرة من نار وقع فيها المصالحون على يد عرابي هذه الخدعة، فالضامن تنصل من وعوداته والعصابة غدرت كعادتها.
يذكر أن بعض الجهات تحاول إعادة سيناريو الجنوب السوري في مناطق أخرى من الشمال، لكن الشعب الثائر والفصائل الثورية كانت لها بالمرصاد ولن تسمح بتكرار هذه الخدعة التي وقعت بها باقي مناطق الثورة.